تحقيق قصة :
أكل هند بنت عتبة كبد حمزة!!
أكل هند بنت عتبة كبد حمزة!!
روى الإمام أحمد من طريق عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود.
4414- حدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا عطاء بن السائب عن الشعبي عن ابن مسعود: ((أن النساء كنّ يوم أحد خلف المسلمين، يجهزن على جرحى المشركين، فلو حلفتُ يومئذ رجوتُ أن أبرَّ : إنه ليس أحدٌ منا يريد الدنيا، حتى أنزل الله عز و جل : ( منكم من يريد الدنيا و منكم من يريد اللآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم)، فلما خالف أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و عصوا ما أمروا به، أُفرِدَ رسول الله صلى الله عليه و سلم في تسعةٍ، سبعة من الأنصار و رجلين من قريش، وهو عاشرهم، فلما رهِقوه قال : رحم الله رجلا ردهم عنا، قال: فقام رجل من الأنصار، فقاتل ساعة حتى قُتل، فلما رهقوه أيضاً قال: يرحم الله رجلا ردهم عنا، فلم يزل يقول ذا حتى قتل السبعة، فقال النبي صلى الله عليه و سلم لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا، فجاء أبو سفيان فقال : أعلُ هُبَل!! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قولوا: الله أعلى و أجل، فقالوا : الله أعلى و أجل، فقال أبو سفيان : لنا عُزّىَ ولا عُزَّى لكم!! فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: قولوا: الله مولانا، والكافرون لا مولى لهم، ثم قال أبو سفيان ، يومٌ بيوم بدر، يومٌ لنا و يومٌ علينا، ويومٌ نُساءُ ويومٌ نُسر، حنظلة بحنظلة، وفلانٌ بفلان، وفلان بفلان، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا سواء، أما قتلانا فأحياء يرزقون، وقتلاكم في النار يعذبون، قال أبو سفيان : قد كانت في القوم مُثُلةٌ، وإن كانت لمن غير ملاءٍ منا، ما أمرتُ ولا نهيتأخذُ، ولا أحببتُ ولا كرهتُ، ولا ساءني ولا سرني، قال: فنظروا، فإذا حمزة قد بُقِرَ بطنه، وأخذت هندُ كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تأكلها، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أأكلت منه شيئاً؟ قالوا: لا، قال : ما كان الله ليدخل شيئاً من حمزة النار، فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم حمزة فصلى عليه، فرُفِع الأنصاري و تُرك حمزة، ثم جيء بآخر فوضعه إلى جنب حمزة، فصلى عليه، ثم رُفِع و تُرك حمزة، حتى صلى عليه يومئذٍ سبعين صلاة.
إسناده ضعيف ولبعضه شواهد لكن بقر بطن حمزة رضي الله عنه وأن هند لاكتها فلم تستطع أكلها وقول الرسول صلى الله عليه و سلم ( ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار ...). هذه الرواية لم تصح لأن الشعبي وهو عامر بن شراحيل لم يسمع من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما جاء في كتاب المراسيل ص 160 (رقم 591) للحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى قال: سمعت أبي يقول :
لم يسمع الشعبي من عبد الله بن مسعود والشعبي عن عائشة مرسل، إنما يحدث عن مسروق عن عائشة)اهـ. فالحديث منقطع.
نكارة المتن في الحديث:
هذه الرواية المنكرة تدل على أن هنداً لن تتوب وتكون من أهل النار، ولا شك بأنها أسلمت و حسن إسلامها.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإصابة (11852) وهي:
هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية والدة معاوية ابن أبي سفيان، أخبارها قبل الإسلام مشهورة و شهد أُحداً وفعلت ما فعلت بحمزة!! ثم كانت تؤلب على المسلمين...
وقصتها في قولها عند بيعة النساء : وأن لا يسرقن ولا يزنين فقالت: و هل تزني الحرة؟!...
وسؤالها عن أخذها من مال زوجها بغير إذنه ما يكفيها، وهل عليها فيه من حرج، و هو مخرج في الصحيحين و فيه (خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك).
(منقول بتصرف يسير)