خطبة رائعة ومفيدة أرجوك اقرأها واحرص على نشرها
وأن شئت قم بإلقاءها درسا للمصلين أو خطبة لهم
موقف إيماني صادق في إنكار البدع
عباد الله: نعلم جميعا أن المعاصي والذنوب شر على الفرد والجماعة؛ فالمعاصي سبب للهلاك وسبب للدمار، وسبب للذل والفقر، وسبب لانتشار الأمراض الخبيثة، وسبب للهزيمة أمام الأعداء، وما ضعفنا معشر المسلمين إلا بعد أن عصينا الله، فالمعاصي سبب لكل شر، وسبب لشقاء الدنيا والآخرة.
عباد اله: ما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار النعيم الى الدنيا دار الهم والحزن؟ إنها المعاصي.
ما الذي أغرق قوم نوح جميعا؟ إنها المعاصي.
ما الذي أغرق فرعون وقومه جميعا؟ إنها المعاصي.
ما الذي دمر عادا فجعلهم (( كأعجاز نخل خاوية ))؟ إنها المعاصي.
ما الذي خسف بقارون وماله؟ إنها المعاصي؟
قال تعالى: (( فكلاً أخذنا بذنبه)) [العنكبوت: 40].
وقال تعالى: (( فأهلكناهم بذنوبهم ))[ الأنعام: 6].
عباد الله: بعد أن تبين لنا أن المعاصي سبب الشرِّ على الأمة، وعلى الفرد فاعلموا عباد الله... أن البدعة شر من المعاصي على الفرد وعلى الجماعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(( ... والبدعة شرٌ من المعصية كما قال سفيان الثوري: البدعة أحبُّ الى إبليس من المعصية؛ فإن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها ))[ مجموع الفتاوى:11/472].
فالشيطان يحرص على أن ينقل الإنسان من الإيمان الى الكفر، ومن التوحيد الى الشرك، فإن عجز انتقل الشيطان الى المرحلة الثانية وهي أن ينقل الإنسان من السنة الى البدعة، فإن عجز انتقل الى المرحلة الثالثة أن ينقل الإنسان من الطاعة الى المعصية.
فسعادتك في الدنيا والآخرة بالتوحيد، والسنة، والطاعة.
وشقاؤك في الدنيا والآخرة بالشرك، والبدعة، والمعصية.
فالبدعة أحب الى إبليس من المعصية.
واستدل شيخ الإسلام على ذلك بحديثين من السنة:
الأول: استدل بحديث هذا الرجل الذي يدعى حمار: (( عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلاً عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، وَكَانَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ جَلَدَهُ فِى الشَّرَابِ ، فَأُتِىَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « لاَ تَلْعَنُوهُ ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ )).[أخرجه البخاري].
ومع أنه يشرب الخمر، ويعصي الله تبارك وتعالى ولكن منع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي أن يلعنه وشهد له بحسن الاعتقاد فقال: إنه يحب الله ورسوله.
الحديث الثاني: حديث الرجل الذي اعترض على قسمة النبي صلى الله عليه وسلم: (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم، فجاءه رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ ، نَاتِئُ الْجَبِينِ ، كَثُّ اللِّحْيَةِ ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اتَّقِ اللَّهَ . فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « فَمَنْ يُطِيعُ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ فَيَأْمَنِّى عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَلاَ تَأْمَنُونِى » . فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ - قَتْلَهُ أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ - فَمَنَعَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ )).[أخرجه البخاري].