مَنَابِرُ التَوحِيدِ السَّلَفِيةِ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    السبيل الوسط في المسائل الخلافية الفقهية

    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    السبيل الوسط في المسائل الخلافية الفقهية Empty السبيل الوسط في المسائل الخلافية الفقهية

    مُساهمة من طرف محمد الأربعاء أبريل 16, 2008 8:03 pm

    السبيل الوسط في المسائل الخلافية ( الفقهية ) !

    الإمام العلامة : محمد بن ناصر الدين الألباني

    رحمه الله رحمة واسعة

    قال الإمام الألباني في كتابه الماتع [ صلاة التراويح ] درراً و جواهر بينت الموقف الوسط بلا وكس ولا شطط أمام المسائل المختلف عليها بين العلماء عندما يتجاذبوا الأدلة و عندما يفهموها فهماً يحتمله النص الشرعي فبين و أجاد و وضح و أفاد ، بله و دلنا على سبيل الرشاد لحل الخلافات المتحصلة ، و من درره أيضاً رحمه ربي أنه بين متى يرمى الإنسان بالبدعة ! فلا تسرع برميه بها لمجرد أنه خالف رأينا ، و قال بغير قولنا ! وما وسع سلفنا يسعنا ... ! قال رحمه الله [ من صفحة 41 إلى صفحة 45 ] :

    [ ... موقفنا من المخالفين لنا في هذه المسألة وغيرها
    إذا عرفت ذلك فلا يتوهمن أحد أننا حين اخترنا الاقتصار على السنة في عدد ركعات التراويح ، وعدم جواز الزيادة عليها أننا نضلل أو نبدع من لا يرى ذلك من العلماء السابقين واللاحقين ، كما قد ظن ذلك بعض الناس واتخذوه حجة للطعن علينا ! توهماً منهم أنه يلزم من قولنا : بأن الأمر الفلاني لا يجوز أو أنه بدعة ، أن كل من قال بجوازه واستحبابه فهو ضال مبتدع ؛ كلا فإنه وهم باطل ، وجهل بالغ ، لأن البدعة التي يذم صاحبها وتحمل عليه الأحاديث الزاجرة عن البدعة إنما هي " طريقة في الدين مخترعة تضاه الشيعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه [1] "

    فمن ابتدع بدعة يقصد بها المبالغة في التعبد وهو يعلم أنها ليست من الشرع فهو الذي تنصب عليه تلك الأحاديث ، وأما من وقع فيها دون أن يعلم بها ولم يقصد بها المبالغة في التعبد فلا تشمله تلك الأحاديث مطلقا ولا تعنيه البتة ، وإنما تعني أولئك المبتدعة الذي يقفون في طريق انتشار السنة ويستحسنون كل بدعة بدون علم ولا هدى ولا كتاب منير ، بل ولا تقليداً لأهل العلم والذكر بل اتباعاً للهوى وإرضاء للعوام وحاشا أن يكون من هؤلاء أحد من العلماء المعروفين بعلمهم وصدقهم وصلاحهم وإخلاصهم ولا سيما الأئمة الأربعة المجتهدين رضي الله عنهم أجمعين ، فإننا نقطع بتنـزههم أن يستحسنوا بدعة مبالغة منهم في التعبد كيف وهم قد نهوا عن ذلك كما سنذكر نصوصهم في ذلك في الرسالة الخاصة بالبدعة إن شاء الله تعالى .
    نعم قد يقع أحدهم فيما هو خطأ شرعاً ، ولكنه لا يؤاخذ على ذلك ، بل هو مغفور له ومأجور عليه كما سبق مراراً ، وقد يتبين للباحث أن هذا الخطأ من نوع البدعة فلا يختلف الحكم في كونه مغفوراً له ومأجوراً عليه ؛ لأنه وقع عن اجتهاد منه .
    ولا يشك عالم أنه لا فرق من حيث كونه خطأ بين وقوع العالم في البدعة ظنا منه أنها سنة ، وبين وقوعه في المحرم وهو يظن أنه حلال ، فهذا كله خطأ ومغفور كما علمت ، ولهذا نرى العلماء مع اختلافهم الشديد في بعض المسأئل لا يضلل بعضهم بعضا ولا يبدع بعضهم بعضاً .
    ولنضرب على ذلك مثالاً واحداً ، لقد اختلفوا منذ عهد الصحابة في إتمام الفريضة في السفر فمنهم من أجازه ومنهم من منعه ورآه بدعة مخالفة للسنة ومع ذلك فلم يبدعوا مخالفيهم ، فهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " صلاة المسافر ركعتان من خالف السنة كفر " رواه السراج في مسنده (21/122-123) باسنادين صحيحين عنه . ومع هذا فلم يكفر ولم يضلل من خالف هذه السنة اجتهاداً بل لما صلى وراء من يرى الإتمام أتمّ معه ، فروى السراج أيضاً بسند صحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بمنى ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان صدراً من أمارته ركعتين ثم أن عثمان صلى بمنى أربعاً ، فكان ابن عمر اذا صلى معهم صلى أربعا واذا صلى وحده صلى ركعتين [2].
    فتأمل كيف أن ابن عمر لم يحمله اعتقاده بخطأ من يخالف السنة الثابتة بالإتمام في السفر على أن يضلله أو يبدعه ، بل إنه صلى وراءه ؛ لأنه يعلم أن عثمان رضي الله عنه لم يتم اتباعاً للهوى - معاذ الله بل ذلك عن اجتهاد منه [3] ، وهذا هو السبيل الوسط الذي نرى من الواجب على المسلمين أن يتخذوه لهم طريقاً لحل الخلافات القائمة بينهم ، أن يجهر كل منهم بما يراه هو الصواب الموافق للكتاب والسنة ، شريطة أن لا يضلل ولا يبدع من لم يرَ ذلك لشبهة عرضت له ، لأنه هو الطريق الوحيد الذي به تتحقق وحدة المسلمين وتتوحد كلمتهم ويبقى الحق فيه ظاهراً جليًّا غير منطمس المعالم ، ولهذا نرى أيضا أن تفرق المسلمين في صلاتهم وراء أئمة متعددين : هذا حنفي وهذا شافعي ... مما يخالف ما كان عليه سلفنا الصالح من الاجتماع في الصلاة وراء إمام واحد وعدم التفرق وراء أئمة متعددين !
    هذا هو موقفنا في المسائل الخلافية بين المسلمين ، الجهر بالحق بالتي هي أحسن ، وعدم تضليل من يخالفنا لشبهة لا لهوى ؛ وهذا هو الذي جرينا عليه منذ أن هدانا الله لاتباع السنة ، و ذلك من نحو عشرين سنة ، ونتمنى مثل هذا الموقف لأولئك المتسرعين في تضليل المسلمين الذين من مذهبهم قولهم : " إذا سئل عن مذهبنا ؟ قلنا : صواب يحتمل الخطأ وإذا سئلنا عن مذهب غيرنا ؟ قلنا خطأ يحتمل الصواب " ومن مذهب القول بكراهة الصلاة وراء المخالف في المذهب أو بطلانها ولذلك تفرقوا في المسجد الواحد كما سبق وخاصة في جماعة الوتر في رمضان ! لظن بعضهم أن الوتر لا يصح إذا فصل الإمام بين شفعه ووتره مع أنه هو الأفضل الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في الفصل السابع ، و انظر التعليق ( ص 109 )
    وذلك هو موقفنا وما أظن عاقلاً ينازعنا فيه ، فمن نسب إلينا غير ذلك فقد بغى وتعدى وظلم والله حسيبه . ]


    ــــــــــــــــــــــــ
    [1] : الإبداع في مضار الإبتداع (ص 15)
    [2] : وروى البخاري (2/451-452) نحوه عن ابن مسعود ، وفيه أنه لما بلغه إتمام عثمان استرجع ! .
    [3] : مثل ما روى أبو داوود (1/308) عن الزهري أن عثمان أتم الصلاة بمنى من أجل الأعراب لأنهم كثروا عامئذ فصلى بالناس أربعاً ليعلمهم أن الصلاة أربع ، و رجاله ثقات لكنه منقطع .




    - وفق الله الجميع إلى ما يحب و يرضى -

    [/center]
    إعتزاز
    إعتزاز
    مشرفة
    مشرفة


    انثى عدد الرسائل : 236
    العمر : 43
    sms :


    My SMS
    " احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده أمامك ،تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك
    في الشدة ،إذا سألت فأسل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله "..

    "السعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله ،والدارالآخر"


    السبيل الوسط في المسائل الخلافية الفقهية Empty رد: السبيل الوسط في المسائل الخلافية الفقهية

    مُساهمة من طرف إعتزاز الأربعاء أبريل 16, 2008 8:37 pm

    جزاك الله خيرا..
    الهيثم
    الهيثم
    الإدارة
    الإدارة


    ذكر عدد الرسائل : 238
    العمر : 41
    الموقع : https://d3wa.yoo7.com
    sms :


    My SMS
    قال ابو مسلم الخولاني رحمه الله لأن أرى في المسجد نار لا استطيع اطفائها أحب الي من أن ارى بدعة لا أستطيع تغييرها


    السبيل الوسط في المسائل الخلافية الفقهية Empty رد: السبيل الوسط في المسائل الخلافية الفقهية

    مُساهمة من طرف الهيثم الأربعاء أبريل 16, 2008 8:39 pm

    أحسنت ورحم الله الشيخ

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 8:10 am