مَنَابِرُ التَوحِيدِ السَّلَفِيةِ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

4 مشترك

    حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    مميز حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف محمد الأربعاء أبريل 23, 2008 8:24 pm


    حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ] 449586

    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .. أما بعد :

    فإن ما لا يتناقش فيه اثنان ، و ما لا يتناطح فيه عنزان .. أن طلب العلم أهم من الطعام و الشراب لبني الإنسان ..
    ولكن !! طلب العلم له آلات ، و له ادوات ، و هو مثل السلم له خطوات .. يتدرج به الطالب كي ينال المطلوب ، و يتصبر عليه كي يحظى بالمحبوب ..
    و إن أول و أهم درجة يجب للطالب أن يمر عليها هي تعلم ( أدب طالب العلم ) ..
    فكما قيل ... [ علماً بلا أدب كنار بلا حطب ] !!
    و إن سلفنا الصالح - تنزلت عليهم سحائب الرحمة و المغفرة - اهتموا بهذا الأمر كثيراً و كانوا يطلبونه قبل طلبهم للعلم .. بل هذا أحدهم يقول ( طلبت الأدب قبل أن أطلب العلم بعشرين سنة ) ...!
    و لأننا على سبيلهم لا بد أن نسير .. ومن معينهم نشرب و من وعائهم نمير ..
    كان لابد من الإهتمام بهذا ( العلم المفقود )! منذ أمد ، كما لا يخفى على أحد ..
    فآثرت أن أشرككم هذه الفوائد و أهديكم هذه الخيرات و الفرائد ..
    فخذوها أيها الكرام من :

    حلية طالب العلم
    للعلامة : بكر بن عبد الله أبو زيد
    رحمه الله رحمة واسعة

    أرسلها على شكل سلسلة متتابعة ، يتبع بعضها بعضاً .. أنقلها من كتابه كما هي
    مع التنبيه إلى أنني لن أضع المقدمة ... ولن أتصرف في الكلام بل أنقله كما هو
    و مع الإشارة إلى أن للإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله شرحاً ماتعاً على هذا المصنف الرائع .. المهم ..

    فبعون الله نبدأ ..


    عدل سابقا من قبل محمد في الخميس مايو 08, 2008 2:41 pm عدل 5 مرات
    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف محمد الأربعاء أبريل 23, 2008 8:29 pm

    فواصل
    الفصل الأول

    آداب الطالب في نفسه



    1. العلم عبادة [1] :

    أصل الأصول في هذه "الحلية" بل ولكل أمر مطلوب علمك بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء : ”العلم صلاة السر، وعبادة القلب”.
    وعليه، فإن شرط العبادة :
    1) إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، لقوله:
    ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية .
    وفي الحديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الأعمال بالنيات ) الحديث.
    فإن فقد العلم إخلاص النية ، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات، ولا شئ يُحَطّم العلم مثل: الرياء؛ رياء شرك، أو رياء إخلاص [2]، ومثل التسميع؛ بأن يقول مسمعاً: علمتُ وحفظتُ ...

    وعليه ؛ فالتزم التخلّص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور، والتفوق على الأقران، وجعله سُلّماً لأغراض وأعراض، من جاه، أو مال، أو تعظيم، أو سمعة، أو طلب محمدة، أو صرف وجوه الناس إليك، فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية، أفسدتها، وذهبت بركة العلم، ولهذا يتعين عليك أن تحمى نيتك من شَوْبِ الإرادة لغير الله تعالى، بل وتحمى الحمى.

    وللعلماء في هذا أقوال ومواقف بينت طرفاً منها في المبحث الأول من كتاب ”التعالم”، ويزاد عليه نهى العلماء عن ”الطبوليات”، وهى المسائل التي يراد بها الشهرة.
    وقد قيل:”زلة العالم مضروب لها الطبل[3].
    وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال:
    كنت أوتيت فهم القرآن، فلما قبلت الصرة، سلبته[4].

    فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب؛ بأن تكون – مع بذل الجهد في الإخلاص - شديد الخوف من نواقضه، عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه.
    ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله: "ما عالجت شيئاً أشد على من نيتي”.
    وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده ”يا أبي! مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء، وإذا وعظهم غيرك لا يبكون؟ فقال: يا بنى ! ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة[5].
    وفقك الله لرشدك آمين.

    2) الخَصْلَةُ الجامعة لخيري الدنيا والآخرة " محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم " وتحقيقها بتمحُّضِ المتابعة وقفو الأثر للمعصوم.
    قال الله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).

    وبالجملة ؛ فهذا أصل هذه ”الحلية”، ويقعان منها موقع التاج من الحلة.

    فيا أيها الطلاب! هاأنتم هؤلاء تربعتم للدرس، وتعلقتم بأنفس علق (طلب العلم)، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في السر والعلانية، فهي العدة، وهى مهبط الفضائل، ومتنزل المحامد، وهى مبعث القوة، ومعراج السمو، والرابط الوثيق على القلوب عن الفتن، فلا تفرطوا.



    فواصل

    [1] - “فتاوى ابن تيميه”“(10 / 11، 12، 14، 15، 49 – 54، 11 / 314 و 20 / 77 – 78).
    [2] -”الذخيرة” للقرافي (1 / 45).
    [3] - “الصوارم والأسنة” لأبى مدين الشنقيطي السلفي رحمه الله تعالى.وانظر:”شرح الأحياء"، وعنه ”كنوز الأجداد”(ص263).
    [4] -”تذكرة السامع والمتكلم”(ص19).
    [5] -”العقد الفريد” لابن عبد ربه.


    ..:: يتبع ::..
    الهيثم
    الهيثم
    الإدارة
    الإدارة


    ذكر عدد الرسائل : 238
    العمر : 41
    الموقع : https://d3wa.yoo7.com
    sms :


    My SMS
    قال ابو مسلم الخولاني رحمه الله لأن أرى في المسجد نار لا استطيع اطفائها أحب الي من أن ارى بدعة لا أستطيع تغييرها


    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف الهيثم الأربعاء أبريل 23, 2008 9:59 pm

    جزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ بكر ابو زيد
    إعتزاز
    إعتزاز
    مشرفة
    مشرفة


    انثى عدد الرسائل : 236
    العمر : 43
    sms :


    My SMS
    " احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده أمامك ،تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك
    في الشدة ،إذا سألت فأسل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله "..

    "السعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله ،والدارالآخر"


    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف إعتزاز الخميس أبريل 24, 2008 9:21 am

    جزاك الله خيرا..
    طالبة العلم !!
    طالبة العلم !!
    مشرفة
    مشرفة


    انثى عدد الرسائل : 50
    العمر : 36
    sms : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com --><form method="POST" action="--WEBBOT-SELF--"> <!--webbot bot="SaveResults" u-file="fpweb:///_private/form_results.csv" s-format="TEXT/CSV" s-label-fields="TRUE" --><fieldset style="padding: 2; width:208; height:104"> <legend><b>My SMS</b></legend> <marquee onmouseover="this.stop()" onmouseout="this.start()" direction="up" scrolldelay="2" scrollamount="1" style="text-align: center; font-family: Tahoma; " height="78">لا يصلح آخر هذا الأمر إلا بما صلح به أوله الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة </marquee></fieldset></form><!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->

    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف طالبة العلم !! الخميس أبريل 24, 2008 1:25 pm

    جزيتم الفردوس الأعلي ..
    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف محمد الثلاثاء أبريل 29, 2008 12:09 pm

    و إياكم كل خير ..
    جزاكم الله خيراً على المتابعة و الاهتمام ..
    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف محمد الثلاثاء أبريل 29, 2008 12:10 pm


    2. كن على جادة السلف الصالح:

    كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فَمَن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع.

    قال الذهبي رحمه الله تعالى[1]:
    وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام.
    قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ.

    وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى[2]:
    وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس” اهـ.

    فالزم السبيل (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).


    3. ملازمة خشية الله تعالى:

    التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى؛ محافظاً على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ دالاً على الله بعلمك وسمتك وعملك، متحلياً بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح.

    وملاك ذلك خشية الله تعالى، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
    أصل العلم خشية الله تعالى”.

    فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن خير البرية من يخشى الله تعالى، وما يخشاه إلا عالم، إذن فخير البرية هو العالم، ولا يغب عن بالك أن العالم لا يعد عالماً إلا إذا كان عاملاً، ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله.

    وأسند الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بسند فيه لطيفة إسنادية برواية آباء تسعة، فقال[3]: أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن زيد بن أكينة ابن عبد الله التميمي من حفظه؛ قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبى يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول:

    هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل” ا هـ.

    ........................................... [ هامش ] :

    وهذا اللفظ بنحوه مروي عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى.

    [1] -”السير”.

    [2] -”منهاج السنة”(5 / 158)، طبع جامعة الإمام.

    [3] -”الجامع” للخطيب، و”ذم من لا يعمل بعلمه”(رقم 15) لابن عساكر. وراجع لإسناده:”لسان الميزان”(4،26 – 27) للحافظ بن حجر.

    .. يتبع ..
    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف محمد الخميس مايو 08, 2008 2:29 pm

    و نكمل ..
    و نأتي الآن على النقطة الرابعة و الخامسة من الفصل الأول و هو ( آداب الطالب في نفسه ) ..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قال الشيخ رحمه الله :

    4. دوام المراقبة:

    التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر.

    فأقبل على الله بكليتك، وليمتلئ قلبك بمحبته، ولسانك بذكره، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحكمه سبحانه.

    5. خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء:

    تحل بآداب النفس، من العفاف، والحلم، والصبر، والتواضع للحق، وسكون الطائر، من الوقار والرزانة، وخفض الجناح، متحملاً ذُلَّ التعلم لعزة العلم، ذليلا للحق.

    وعليه، فاحذر نواقض هذه الآداب، فإنها مع الإثم تقيم على نفسك شاهداً على أن في العقل علة، وعلى حرمان من العلم والعمل به، فإياك والخيلاء، فإنه نفاق وكبرياء، وقد بلغ من شدة التوقي منه عند السلف مبلغاً.

    ومن دقيقه ما أسنده الذهبي في ترجمة عمرو بن الأسود العنسي المُتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى: أنه كان إذا خرج من المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك؟ فقال: مخافة أن تنافق يدي.

    قلت: يمسكها خوفاً من أن يخطر بيده في مشيته، فإن ذلك من الخيلاء[1] اهـ.
    وهذا العارض عرض للعنسي رحمه الله تعالى.

    واحذر داء الجبابرة: (الكبر)، فإن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عصى لله به[2]، فتطاولك على معلمك كبرياء، واستنكافك عمن يفيدك ممن هو دونك كبرياء، وتقصيرك عن العمل بالعلم حَمَأَةُ كبر، وعنوان حرمان.

    العلم حرب للفتى المتعالي ***كالسيل حرب للمكان العالي

    فالزم – رحمك الله – اللصوق إلى الأرض، والإزراء على نفسك، وهضمها، ومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة أو حب ظهور أو عُجْب... ونحو ذلك من آفات العلم القاتلة له، المذهبة لهيبته، المطفئة لنوره، وكلما ازددت علماً أو رفعة في ولاية، فالزم ذلك، تحرز سعادة عظمى، ومقاماً يغبطك عليه الناس.
    وعن عبد الله ابن الإمام الحجة الراوية في الكتب الستة بكر بن عبد الله المزني رحمهما الله تعالى، قال:
    “سمعت إنساناً يحدث عن أبي، أنه كان واقفاً بعرفة، فرق، فقال: لولا أني فيهم، لقلت: قد غفر لهم”.
    خرجه الذهبي [3]، ثم قال:
    “قلت: كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها” اهـ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هامش :
    [1] -”فهرس الفتاوى”(36/193).
    [2] -”السير”(4 / 80).
    [3] -”سير أعلام النبلاء”(4 / 534).وانظر كلاماً نفيساً لشيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله تعالى ”مجموع الفتاوى”(14/160).

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بقي الكثير فواصلوا المسير ... فكم نحن فقراء إلى هذا العلم ، و كم نحن معتازون إلى هذا الأدب ...
    و علماً بلا أدب !! كنار بلا حطب ..
    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف محمد الأربعاء مايو 14, 2008 7:23 pm

    و نكمل ..
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    6. القناعة والزَّهادة:

    التحلي بالقناعة والزهادة، وحقيقة الزهد (1):”الزهد بالحرام، والابتعاد عن حماه، بالكف عن المُشْتَبَهات وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس”.
    ويؤثر عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى(2):
    “لو أوصى إنسان لأعقل الناس، صرف إلى الزُّهَّاد”.
    وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له: ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال:
    “قد صنفت كتاباً في البيوع”(3).
    يعنى:”الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف” ا هـ.

    وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون.

    وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية ، وقد شافهني بقوله:
    “لقد جئت من البلاد – شنقيط – ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة)، ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية”.
    فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين.

    7. التّحلّي برونق العلم:

    التّحلّي بـ (رونق العلم) حُُسْن السّمْت ، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.

    وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال:
    “كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم”.

    وعن رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل:
    “حَدِّثنا، ولا تُحَدِّثنا عن متماوت ولا طَعّان”.
    رواهما الخطيب في ”الجامع”، وقال [4]:
    “يجب على طالب الحديث أن يتجنب: اللعب، والعبث، والتبذُّل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفة، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة” اهـ.

    وقد قيل:”من أكثر من شيء، عرف به”.
    فتجنب هاتيك السقطات في مجالستك ومحادثتك.
    وبعض من يجهل يظن أن التبسط في هذا أريحية.
    وعن الأحنف بن قيس قال:
    “جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجه وبطنه”.[5]

    وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في القضاء:
    “ومن تزين بما ليس فيه، شانه الله”.
    وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى[6].

    هامش : .........................

    (1 – 3)”تعليم المتعلم” للزرنوجي (ص28).
    [4] -”الجامع”(1/156).
    [5] -”سير أعلام النبلاء”(4/94).
    [6] -”إعلام الموقعين". (2/161-162).

    الهيثم
    الهيثم
    الإدارة
    الإدارة


    ذكر عدد الرسائل : 238
    العمر : 41
    الموقع : https://d3wa.yoo7.com
    sms :


    My SMS
    قال ابو مسلم الخولاني رحمه الله لأن أرى في المسجد نار لا استطيع اطفائها أحب الي من أن ارى بدعة لا أستطيع تغييرها


    مميز رد: حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ]

    مُساهمة من طرف الهيثم الأربعاء مايو 14, 2008 8:47 pm

    حِلْيَةُ طَالِبِ العِلِمِ [ مُتَسَلْسِل ] 3ed0c4e9ebyd7uh9zo8

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:45 am