من طرف محمد الثلاثاء مايو 06, 2008 11:26 am
جزاك الله خيراً أخي الحبيب أبو مصطفى ..
وفقك الله و أرشدك إلى كل خير ...
و أزيدك ذي الفائدة :
فائدة في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء
قال الإمام الألباني [ سلسلة الأحاديث الصحيحة 2 / 144 ] معلقاً على حديث ابن عباس مرفوعاً
" لاتستروا الجدر ... سلوا الله ببطون أكفكم ... الحديث و زاد في آخره : فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم " .
أخرجه أبو داود ( 1485 ) من طريق عبد الله بن يعقوب بن إسحاق عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي حدثني عبد الله بن عباس . و قال :
" روي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب كلها واهية و هذا الطريق أمثلها و هو ضعيف أيضا " .
قلت : و علته الرجل الذي لم يُسمَ و قد سماه ابن ماجه و غيره صالح ابن حسان كما بينته في تعليقي على " المشكاة " ( 2243 ) و هو ضعيف جدا و على ذلك فهذه الزيادة منكرة [1] . و لم أجد لها حتى الآن شاهدا .
و كأنه لذلك قال العز ابن عبد السلام " لا يمسح وجهه إلا جاهل " . فاعتراض المناوي عليه ليس في محله ، كيف و هذه الزيادة لو كانت ضعيفة السند لم يجز العمل بها لأنها تضمنت حكما شرعيا
و هو استحباب المسح المذكور ، فكيف و هي ضعيفة جدا ؟ !
( تنبيه ) لا يصلح شاهدا للزيادة حديث ابن عمر مرفوعا : " كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه " . لأن فيه متهما بالوضع [2] ، و قال أبو زرعة : " حديث منكر أخاف أن لا يكون له أصل " . كما بينته في التعليق على " المشكاة " ( 2245 ) .
و لا حديث السائب بن يزيد عن أبيه نحوه . أخرجه أبو داود ( 1492 ) . لأن فيه ابن لهيعة و هو ضعيف عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص و هو مجهول كما قال الحافظ . و قال الذهبي :
" روى عنه ابن لهيعة وحده لا يدرى من هو ؟ " .
وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ( 22/514- 519) إلى ضعف حديث المسح وقال :
( إذ ليس فيه إلا حديث أو حديثان لا تقوم بهما حجة )
وأفاد أنه صح عنه صلى الله عليه وسم أنه رفع يديه في الدعاء ، فراجعه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [ هامش ] :
[1] و فيه أيضاً عيسى بن ميمون منكر الحديث .
[2] و هو حماد بن عيسى الجهني
[ تنبيه مني انا محمد حمامي ] : هذه الهوامش استفدتها من كتاب ( جزء في مسح الوجه باليدين بعد رفعهما للدعاء ) ضمن الأجزاء الحديثية (2) للعلامة الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله رحمة واسعة . وأنصح بالرجوع إلى هذا الجزء فإنه نافع ماتع ، جمع الشيخ بكر فيه كل الأحاديث في هذا الباب وهي سبعة ، وتكلم عليها رواتها و رتبتها ، و أحكام العلماء عليها وبين عللها ، وسرد أقوال السلف المأثورة في كرههم لهذا الفعل ، وذكر مذاهب الأئمة الأربعة في السمح .
فالكتاب مفيد غزير الفائدة جزى الله الشيخ بكرا خير الجزاء