مَنَابِرُ التَوحِيدِ السَّلَفِيةِ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    الخلاص من الأزمة

    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    الخلاص من الأزمة Empty الخلاص من الأزمة

    مُساهمة من طرف محمد السبت مايو 10, 2008 2:07 pm

    - الخلاص من الأزمة -

    إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-... أمّا بعد..
    فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم - كما في الأحاديث الصحيحة – عن الداء ! – من افتراق و اختلاف و تحريش !! و تغير النفوس و تحور الأحوال ، فزمان يرفع فيه العلم و يوضع فيه الجهل لفظيع ! و زمان يؤمن فيه الخائن و يخون فيه الأمين لمريع ، وزمان وسد فيه الأمر إلى غير أهله فتكلم فيه الرويبضات بدون علم فضلوا و أضلوا لحقاً شنيع – ، و النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن ذلك كله و أخبر عن الدواء أيضاً .
    فأمام تلكم الفتن الهوجاء العمياء ينقسم الناس إلى أقسام و أحزاب ، فالغالب من الناس يبحثون عن منهج السلامة ! إلا أن القلة القليلة تبحث عن سلامة المنهج !! فتختاره عن :
    - علم و روية .
    - فتعمل به .
    - و تصبر عليه .
    - وتدعوا إليه .
    فهذه أمور أربعة كفيلة لعصمة الإنسان من الفتن في الدنيا و الآخرة !
    فإن منهج السلف الخالي من البدع و الخرافات و الترهات لهو أحق أن يقود الأمة في المرحلة القادمة إلى عزها و مجدها ، كيف لا وهو دين الله بصفائه وبهائه ، و هو امرنا العتيق .
    وإنه من المسلم به لكل مسلم عاقل ، أن آخر هذه الأمة لا ينتصر إلا بالذي انتصر به أولها ، كتاب الله و سنته نبيه و فهم هذين الأصلين الأصيلين فهماً يوافق فهم الصحابة الذين رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على عينه ، و الاعتصام بنهجهم . وإن أثر تطبيق هذا المنهج ( منهج أهل السنة و الجماعة ) له عظيم الأثر في إصلاح أحوال هذه الأمة عندما هي تصلح حالها !!
    فإنه لا صلاح لنا ولا فلاح و لا نجاح لدعوتنا إلا عدنا إلى أصل شجرتنا ونعض عليه ، و حتى ننطلق في دعوتنا من عقيدة التوحيد و منهاج أهل السنة و الجماعة ، نبني على هذا الأساس كل شيء في حالنا و أحوالنا و عليه نربي شبابنا و فتياننا ، فمنه ننطلق وإليه ننتهي وعندئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
    و الأدلة على ذلك كثيرة جداً منها :
    قال الله عز وجل : { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَسَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً } [1]
    و قوله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وعضوا عليها بالنواجذ »[2]
    وَذَكَرَ لَهُمْ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا " أَنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ " فَلَمْ يَسْمَعْهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَ مُعَاذُ بن جَبَلٍ : أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا : مَا قَالَ ؟ قَالَ : " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ " ، فَقَالُوا : فَكَيْفَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ وَكَيْفَ نَصْنَعُ ؟ قَالَ : " تَرْجِعُونَ إِلَى أَمْرِكُمُ الأَوَّلِ " .[3]
    و قوله صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» [4]
    وقوله صلى الله عليه وسلم: «تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : و ما تلك الفرقة ؟ قال : ما أنا عليه اليوم و أصحابي » [5] .
    وكما انه صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتزام جماعة المسلمين و أمرنا بالاعتصام بالهدي القويم فإنه أيضاً أمرنا بالصبر على هذا المنهج بله و العض عليه بأسناننا و جوارحنا ، كيف لا وفيه النجاة من فتن الدنيا و بلاياها و رزاياها ...
    عن أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ فَقُلْتُ يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ كَيْفَ تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }[6] قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْهَا خَبِيرًا سَأَلْتُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : « بَلْ ائْتَمِرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنَاهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوًى مُتَّبَعًا وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ يَعْنِي بِنَفْسِكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعَوَامَّ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ » فقيل يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ ؟قَالَ « أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ » [7]
    و الشح هو : أشد البخل والحرص على متاع الدنيا ، و الهوى : كل ما يريده الإنسان ويختاره ويرضاه ويشتهيه ويميل إليه ، و مؤثرة يعني : مفضلة على الآخرة .
    وجماع ذلك كله قول الله عز وجل : {وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِيخُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }
    الطريق إلى النصر ...
    نحن الآن في ذل ! ونحن الآن في هوان واستكانة ، فما هو الخلاص ؟ وكيف النجاة ؟؟
    هذا السؤال الذي يعصف بأذهان كثير من مسلمي اليوم ، و هو الذي يؤرقهم بل يؤزهم أزا !!و الجواب على هذا السؤال ولد أحزاباً و فرق !! فكل يرى رؤيته للواقع من منظاره هو أو من منظار فكره الذي يحمل وحزبه الذي يتبع ، ولكن دعونا نحن أن نرجع للأصل الأول و للمنبع الصافي أولم يقل الله عز وجل :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [8]
    أو لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ» [9]
    إن مصيبة الأمة اليوم لا تكمن أنها فاشلة سياسياً أو اقتصادياً !! – ولا نهمش أياً منها – إن مصيبة اليوم أكبر من احتلال فلسطين أو ضياع العراق ! ، إن مصيبة الأمة اليوم أنها أضاعت دينها ، و الذي قسم ظهرها أنها جاهلة بعقيدتها و منهجها القويم فلا تثبت على الدين ولا تتبع السبيل القويم تائه على غير هدى كظمئان في صحراء قاحلة ! ، من أكبر أسباب ذلك أنها انفضت عن حول العلماء ، وراحت تسير خلف المفكرين !! و أنصاف الدعاة !! الذين يتكلموا بلا علم من الكتاب و السنة فضلوا و أضلوا وقد زعموا أنهم يريدوا إرجاع حقوق الأمة ، فيا ليت شعري أوليس إرجاع دينها و عقيدتها أولى و أولى ؟ " فإن مما لا يخفى أن القائد الذي يقول للأمّة : ( إنّك مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها ) ، يجد منها ما لايجد من يقول لها : ( إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك ) ، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها.وهذا كله نعلمه، ولكنّنا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيَّنا، وإنّنا ـ فيما اخترناه ـ بإذن الله لَمَاضون، وعليه متوكِّلون " [10]
    فنحن الآن يجب أن نفعل ما فعله المسلمون الأولون تماماً فنبدأ بالذي بدؤوا في علاجاً ونصحاً و إرشاداً ...فإن أول ما بدؤوا به هو ترسيخ العقيدة في النفوس ، و إرسائها على أرض الواقع ، وتعلم المعنى الحقيقي ( للا إله إلا الله ) وإظهارها أمراً واقعاً يعاينه كل بصير .
    فيا أيها المنصف : " إن كنت باحثاً في علل انحطاط الأمم ؛ فلن تجد كالشرك أدل على ظلمة القلوب وسفه الأحلام وفساد الأخلاق ، ولن تجد كهذه النقائص أضر بالاتحاد و أدر للفوضى و أضل للشعوب .وإن كنت باحثاً عن أسباب الرقي ؛ فلن تجد كالتوحيد أطهر للقلوب وأرشد للعقول ، وأقوم للأخلاق ، وأحفظ للحياة ، وأضمن للسيادة ، و أقوى على حمل منار المدنية الطاهرة .و إن نظرة غي حياة العرب قبل البعثة ، لتؤيد ما أضفناه للشرك من علل و نتائج ، و إن وقفة على حياتهم بعد البعثة لتبعث على التصديق بما أنطناه بالتوحيد من أسباب وثمرات ، وإن تلك النظرة و هاته الوقفة لتبين سبب عز المسلمين و منعتهم بعد عصر النبوة !!! . وكل من قارن بين حياتنا اليوم وحياة المشركين بالأمس ؛ استيقن أن وسائل الشرك قد وجدت في المسلمين منذ أمد ، وأن نتائجه قد ظهرت عليهم ، فلا تخفى على أحد " [11]
    ..فهلموا معاشر الدعاة نبدأ بالذي بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فهذا الذل إذن لا ينزع إلا إذا عدنا إلى ديننا القويم و إلى أمرنا الأول دعوة و عملاً ومنهجاً و تنظيماً عقيدة و فقهاً و أخلاقاً ... بله في كل أمور حياتنا .
    ولله در الشاعر ...
    ترجو النجاة و لم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس !!
    فلا بد إذن لتحقيق هدف مطلوب شرعاً ؛ من اتخاذ وسائل و أسباب مشروعة لتحقيق ذاك الهدف ...وإن هدف المسلمين اليوم معروف لكل عاقل وكذا أسبابه لا تخفى قال الله عز وجل : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } [12] ، إذن فربنا جل وعلا يأمرنا بإعداد القوة ، وهذه القوة ينبغي أن تكون على ضربين :
    - قوة مادية
    -و قوة معنوية
    فإن عجزنا عن استحضار القوة المادية اليوم ؛ فإنه ليس صعباً علينا إيجاد القوة المعنوية المتمثلة بالرجوع إلى الدين الحق .
    ، يتبع ،
    محمد
    محمد
    المدير العام
    المدير العام


    ذكر عدد الرسائل : 243
    العمر : 36
    الموقع : القدس
    العمل : طالب في كلية الدعوة و أصول الدين

    الخلاص من الأزمة Empty رد: الخلاص من الأزمة

    مُساهمة من طرف محمد السبت مايو 10, 2008 2:07 pm

    و سأنقل كلاماً بديعاً للإمام الألباني في هذا الصدد إذ يقول رحمه الله رحمة واسعة :
    ( الآن الجماعات الإسلامية المعاصرة مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكوا منها كل الجماعات الإسلامية وهي مشكلة الذل الذي ران عليهم ، وكيف السبيل للخلاص منه ؟!هنالك طرق :
    الطريقة الأولى – و المثلى - ، التي لا ثاني لها ، وهي التي ندعو المسلمين إليها – دائماً وأبداً – وهي فهم الإسلام فهماً صحيحاً ، وتطبيقه ، و تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى ؛ تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ذكرنا – ونذكر دائماً و أبداً – حينما بدأ رسول الله بأصحابه ؛ إذ دعاهم للإيمان بالله و رسوله ، وعلمهم أحكام الإسلام وأمرهم بتطبيقها .
    وحينما كانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين وتعذيبهم إياهم !وكان يأمرهم بالصبر، وأن هذه سنة الله في خلقه ، أن يُحارب الحق بالباطل ، وأن يُحارب المؤمنون بالمشركين .
    وهكذا الطريق الأولى لمعالجة هذا الأمر الواقع ؛وهو العلم النافع و العمل الصالح .
    هناك حركات و دعوات أخرى كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى و المُثلى التي لا ثاني لها وهي : اتركوا الإسلام الآن جانباً من حيث وجوب فهمه ، ومن حيث وجوب العمل به ! الأمر الآن أهم من هذا الأمر ؛ وهو ان نجتمع وأن نتوحد على محاربة الكفار !!!
    سبحان الله !كيف يمكن محاربة الكفار من دون سلاح ؟! كل إنسان عنده ذرة من عقل إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلح ليس بسلاح مادي واحد ، بل بأسلحة مادية كثيرة !! فإذا أراد أن يحارب عدوه هذا المسلح ، وهو غير مسلح ؛ ماذا يقال له ؟!حاربه دون أن تتسلح ، أم تسلح ثم حارب ؟!الجواب الذي لا خلاف فيه : تسلح ثم حارب ، هذا من الناحية المادية .
    لكن ؛ من الناحية المعنوية : الأمر أهم بكثير من هذا إذا أردنا أن نحارب الكفار ؛ فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانباً ! لأن هذا خلافُ ما أمر الله عز وجل و رسوله صلى الله عليه وسلم المؤمنين في آيات كثيرات ؛منها قوله تعالى : {وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }{ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }
    نحن الآن بلا شك في خُسر ؛ لماذا ؟لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز وجل من الاستثناء {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
    نحن الآن نقول : آمنا بالله و رسوله ولكن حينما ندعو المسلمين المتحزبين و المجتمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق إلى الرجوع إلى الكتاب و السنة ، يقولون هذا ندعه الآن جانباً !! الأمر أهم هو محاربة الكفار !
    فنقول لهم : بسلاح ؟ أو بدون سلاح ؟! ، فالحرب لابد لها من سلاحين :
    السلاح الأول : المعنوي ، وهم يقولون : دعوا السلاح المعنوي جانباً وخذوا بالسلاح المادي !! ثم لا سلاح مادي ؛ ذلك لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نحكم بها الآن ليس فقط من الكفار الذين يحيطون بنا من كل جانب ، بل من جانب بعض الحكام الذين يحكموننا !!فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ الاستعداد بالسلاح المادي ؛ هذا لا نستطيعه ، فنقول :نريد أن نحارب بالسلاح المادي ، وهذا لا سبيل إليه !!السلاح المعنوي هو الذي بين أيدينا { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ }[13] العلم ثم العمل به في حدود ما نستطيع .
    هذا الذي نقوله بكل بساطة متناهية : دعوا هذا جانباً ! هذا مستطاع ، و نُؤمر بتركه جانباً ! وذاك غير مستطاع فنقول : يجب أن نحارب ! وبماذا نحارب ؟ خسرنا السلاحين معاً ، السلاح المعنوي لا يُغني ؛ نقول نؤجله !! لأن هذا ليس وقته و زمانه السلاح المادي لا نستطيعه ؛ فصرنا خراباً يباباً ضعفاء في السلاحين : المعنوي و المادي .
    وإذا ما رجعنا إلى العهد الأول الأنور ، وهو عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ هل كان عنده سلاح مادي ؟ الجواب : لا !بماذا إذن كان مفتاح النصر بالسلاح المادي أم بالسلاح المعنوي ؟؟الجواب : لا شك أنه كان بالسلاح المعنوي ، وبه بدأت الدعوة في مثل تلك الآية { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ } إذن العلم بالإسلام قبل كل شيء ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع ......
    بماذا نبدأ ؟؟ نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالمهم ؛ وبخاصة إذا كان الأهم ميسوراً وهو السلاح المعنوي وهو فهم الإسلام فهماً صحيحاً ، و تطبيقه تطبيقاً صحيحاً ، ثم السلاح المادي إن كان ميسوراً ......أخيراً أقول : { وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [14]
    لكن أكرر :إن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقروناً بالعلم النافع ؛ و العلم النافع إنما هو : قال الله ، قال رسوله ، قال الصحابة كما قال ابن القيم رحمه الله :
    العلـم قـال الله قـال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه
    ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين رأي فقيه
    كلا ولا جحد الصفات ونفيها حذار من التعطيل و التشبيه
    مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من مصيبة احتلال اليهود لفلسطين ! مشكلة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلوا عن سواء السبيل ، أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا والآخرة وإذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار و المشركين و قتلوا وصلبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء ولو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين ! أما من عاش منهم عزيزاً في الدنيا وهو بعيد عن فهم الإسلام ، كما أراد الله عز وجل و رسوله فهذا سيموت شقياً و إن عاش سعيداً في الظاهر إذن بارك الله فيكم العلاج { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ } افهموا ما قال الله ، وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم و اعملوا بما قال الله ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا أنهي الجواب على ذاك السؤال ) [15] انتهى كلامه رحمه الله رحمة واسعة .

    ولا أرى بعد هذا الكلام أبلغ من الصمت !
    استودع الله كل مسلم الذي لا تضيع ودائعه
    و الحمد لله رب العالمين

    العالمين .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ .... الهامش :
    [1] سورة النساء الآية 115
    [2] رواه الإمام الترمذي برقم [2600] وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وابن ماجة برقم [42] و في حديث العرباض بن سارية من مسند الإمام أحمد و الحاكم في المستدرك [301] وقال : هذا حديث صحيح ، و الطبراني في المعجم الكبير [15022] و البيهقي في شعب الإيمان [7255 ] و الدارمي [96] و صححه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة [6 / 526 ] .
    [3]رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم [3232 ] و الطحاوي في مشكل الآثار برقم [996] و صححه الشيخ الألباني في الصحيحة [3165 ]
    [4]رواه الإمام البخاري [2458] و الإمام مسلم [4601]
    [5] أخرجه أبو داود ( 2 / 503 - 504 ) ، و الدارمي ( 2 / 241 ) و أحمد ( 4 / 102 ) و كذا الحاكم ( 1 / 128 ) و الآجري في الشريعة ( 18 ) و ابن بطة في " الإبانة " ( 2 / 108 / 2 ، 119 / 1 ) و اللالكائي في " شرح السنة " ( 1 / 23 / 1 ) و صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة [1 / 358 ] وأخذت أنا تخريج هذا الحديث منه ! و الحديث معروف مشهور رواه أصحاب السنن و المسانيد بألفاظ متقاربة .
    [6] سورة المائدة الآية 105
    [7]رواه أبو داود [3778] وابن ماجة [ 4004] و الحاكم في المستدرك [8029] و قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه و الطبراني في المعجم و البيهقي في الشعب ، و الطحاوي في مشكل الآثار [990] وصححه الإمام الألباني في الصحيحة [494] وغيرها . ولكن الإمام الألباني صحح من بداية فقرة ( إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ ... ) و أما ما قبلها فقد ضعفها .
    [8] سورة محمد الآية 7
    [9] رواه أبو داود [3003] و البيهقي ، و الطبراني في مسند الشاميين [2360] وصححه الإمام الألباني في الصحيحة [11] وغيرها .
    [10]من كلام العلامة محمد البشير الإبراهيمي في الصِّراط السَّوي ( رقم15/ رمضان ـ 1352هـ ) عن مدارك النظر في السياسة الشرعية .
    [11]من مهذب رسالة الشرك ومظاهرة للعلامة مبارك الميلي تهذيب الشيخ سعد الحصين صفحة 28 ، القاهرة ، دار الإمام أحمد ط1، 1426هـ / 2005 م
    [12] سورة الأنفال الآية 60
    [13] سورة محمد الآية 19
    [14] سورة التوبة الآية 105 .
    [15] من رسالة : إعلام سفهاء الأحلام بأن مقارعة الحكام ليست سبيل الرجوع إلى الإسلام ، وأصلها شريطاَ مسجلاً للإمام الألباني رحمه الله ، فرغه وضبط نصه وعلق عليه الشيخ علي الحلبي حفظه الله ، الأردن ، الدار الأثرية ، ط1 ، 1425 هـ - 2004 م
    إعتزاز
    إعتزاز
    مشرفة
    مشرفة


    انثى عدد الرسائل : 236
    العمر : 43
    sms :


    My SMS
    " احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده أمامك ،تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك
    في الشدة ،إذا سألت فأسل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله "..

    "السعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله ،والدارالآخر"


    الخلاص من الأزمة Empty رد: الخلاص من الأزمة

    مُساهمة من طرف إعتزاز السبت مايو 10, 2008 6:22 pm

    جزاك الله خيرا ..

    و وفقك لما يحب ويرضى...

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 8:10 am