مَنَابِرُ التَوحِيدِ السَّلَفِيةِ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    تاج العفة و النفوس المريضة

    لبابة
    لبابة
    عضو متميز
    عضو متميز


    انثى عدد الرسائل : 122
    العمر : 35
    الأوسمة : تاج العفة و النفوس المريضة Vbfs2
    sms :


    My SMS


    يا حيُّ يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين




    تاج العفة و النفوس المريضة Empty تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف لبابة السبت مايو 17, 2008 8:08 pm

    العفة خلق إيماني رفيع ، العفة صبر وجهاد واحتساب ، العفة قوة وتحمل وإرادة ، العفة صون للأسرة المسلمة من الأهواء والانحرافات والشذوذ ، العفة دعوة إلى البعد عن سفاسف الأمور وخدش المروءة والحياء ، العفة لذة وانتصار على النفس والشهوات وتقوية لها على التمسك بالأفعال الجميلة والآداب النفسانية ، العفة إقامة العفاف والنزاهة والطهارة في النفوس ، وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات ، حقا .. إنها عفة الإسلام ، التي تضبط سلوكيات الآدميين عن الانحراف إلى مهاوي الرذيلة والانحطاط ، وتحفظ إراداتهم وشهواتهم عن الانخراط في الزلل وعدم الانضباط .



    لقد حرص الإسلام على أن ينأى بالناس عن الشهوات الحيوانية ، والأخلاق الشيطانية ، والنفس بطبيعتها كثيرة التقلب والتلون ، تؤثر فيها المؤثرات ، وتعصف بها الأهواء والأدواء ، فالنفس أمارة بالسوء ، تسير بصاحبها إلى الشر ، فإن لم تُستوقف عند حدها ، وتلجم بلجام التقوى والخوف من الله ، وتأطر على الحق أطرا ، وإلا فإنها داعية لكل شر وهوى ومعصية ، والنفس بطبيعتها إذا أُطعمت طعمت ، وإذا فوضتَ إليها أساءت ، وإذا حملتها على أمر الله صلحت ، وإذا تركت إليها الأمر فسدت ، والعفة تأتي لتهذيب النفس وتزكيتها من أهوائها وشهواتها ، لتتجلى فيها مظاهر الكرامة الإنسانية ، وتبدو فيها الطهارة والنزاهة الإيمانية ، نعم.. إن العفة هي طلب العفاف والكف عن المحرم الذي حرمه الله جلا وعلا والاكتفاء بما أحلّ سبحانه وتعالى وإن كان قليلاً ..



    العفة والعفاف .1. " أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وصدق حديث ، وحسن خليقة ، وعفة في طُعمة " [ رواه أحمد ] .
    2. " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى " [ رواه مسلم ]
    3. " [color:5774=green]بروا آباكم تبركم أبناؤكم و
    عفوا تعف نساؤكم " [/font]
    ضعيف[font='Simplified Arabic']
    4. " ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء ، والناكح الذي يريد العفاف " [ رواه الترمذي ] .
    5. " [strike]عُرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة : شهيد وعفيف متعفف وعبد أحسن عبادة الله ونصح لموالية " [/strike][ضعيف]
    6. " من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ، ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة " اسناده حسن.
    7. " قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه " [ رواه مسلم ] .




    معنى العفة

    العفة لغة : قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة : " العين والفاء أصلان صحيحان، أصلالكلمة مبني على هذين الحرفين ، ويرجعان الى أصلين صحيحين ، الأول : الكف عن القبيحوالثاني الدال على قلة الشيء" .
    فأصل الكلمة يعود الى الكفّ عن القبيح ،وإلى معنى آخر وهو قلة الشيء ، وبينهما ربط يأتي الحديث عنه ، ثم قال : " العفةالكف عما لا ينبغي والعفة، وهو الأصل الثاني بالضم هو بقية اللبن في الضرع " .
    أي هو الشيء القليل كما مضى في الاصل الأول ، وقال الراغب الأصفهاني فيمفردات القرآن : " العفة وصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة " .

    أي هذه العفة معنى يقوم بالنفس فيمنعفي غلبة الشهوة فيما حرم الله - سبحانه وتعالى - قال : " والمتعفف هو المتعاطيللعفة بضرب من الممارسة والقهر، وأصله أي أصل معنى العفة الإقتصار على تناول الشيءالقليل الجاري مجرى العفافة " .

    وهذا هو الضبط بين المعنيين فالعفةالكف عن الحرام ، ومن كف عن الحرام ؛ فإنه يأخذ القليل من الحلال يكفيه ويعفه ويحصلبه النفع له فيمتنع به الضرر عنه وعن غيره في بناء المجتمع المسلم ، وقال صاحب لسانالعرب : " العفة هي الكف عما لا يحل ويجمل " .

    الأمر هنا في كلامه أوسع ، فالمراد هوالكف عن المحرَّم وعن ما لا يجمل أيضاً أي عما يكون قبيحاً في أعراف الناس الصحيحة ،بمعنى العفة والكف عما لا يتفق مع الذوق العام الذي يكون مستهجناً في أوساط المجتمعالمسلم قال : " وعف عن المحارم والأطماع الدنية يعف عفة وعفا وعفافاً فهو عفيف وعفإذا كف، والإستعفاف وهو طلب العفة والعفاف " .

    العفة إصطلاحاً وما يتصل بمعناها
    "
    والإستعفاف هو طلب العفاف وهو الكف عنالمحرم الذي حرمه الله - سبحانه وتعالى - والإكتفاء بما حل وإن كان قليلاً ؛ لأنالقليل الذي أحلّه الله هو الذي يشبع الغريزة ويطمأِن النفس ولا يحتاج معه العاقلإذا عرف عواقب الأمور الى الزيادة عن هذا الحد المشروع " .

    في مقابل العفة معنى آخر وهو الخبيئةوالدناءة ، فثمة رجل عفيف ورجل دنيئ والعفة لا تقتصر في معناها على جنس دون جنس ،فليست العفة خاصة بالنساء دون الرجال بل إمرأة عفيفة ورجل عفيف وكذا فيما يقابله . ثم أيضاً فيما يتصل بمعنى العفة أن نعرف طبيعة النفس الإنسانية، فالنفس كماوصف النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مناحيها ( أن ابن آدم لو كان له واد منذهب لابتغى ثانياً، ولو كان له واديان لابتغى ثالثاً، ولا يملأ فم ابن آدم الاالتراب( .
    فطبيعة النفس البشرية أنها لو تركت لهواها لا تشبع ، فالعفةالتي هي إقتصار على القليل الكافي هي أمر فيه نوع من التربية والتهذيب للنفس، أمالو تركت النفس كما تشاء فإنها لا تقتصر على العفة بل تتجاوز الى ما وراءها، فإذنالعفة تهذب النفس التي في أصل طبيعتها نهم وشغف لا ينتهي مطلقاً، وإن كان النهم فيبعض الجوانب يستحسن كما ورد أيضاً في حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : (منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا) .

    فطلب العلم أصله صحيح والنهم فيهمحبوب، وطلب الدنيا أصله صحيح ولكن النهم فيه غير مرغوب لأنه لا ينتهى الى حد ومايزال الامل بالإنسان حتى يقطعه الأجل ، ولو مُدّ للأنسان لحظة ما في عمره لكان لهفيها آمال جديدة يضيفها الى سالف آماله ، فإذن لو تركنا النفس بطبيعتها لما انتهتإلى حد،كالشارب من ماء البحر لا يزيده شرب الماء بملوحته الا الزيادة في العطش ،فإذن لا بد من ضابط ، والضابط ما جاء في شرع الله من قليل نافع كاف حلال يحصل بهالمقصود ويتحقق به النفع،

    ومن ثم كان للعفة صلة في معناها بالتوسط والإعتدال،فالعفة عندما تقتصر على شيء وتترك شيء ؛ فإنها تبلغ الوسط الذي لا يبلغ الغاية منمداه ولا يحرم النفس مما تشتهيه وتحتاج إليه، فكانت العفة أيضاً درب من الوسطيةونوع من تحقيق المراد الذي تحتاج إليه النفس من غير إفراط ولا تفريط .


    عدل سابقا من قبل لبابة في الثلاثاء مايو 20, 2008 6:37 pm عدل 2 مرات
    لبابة
    لبابة
    عضو متميز
    عضو متميز


    انثى عدد الرسائل : 122
    العمر : 35
    الأوسمة : تاج العفة و النفوس المريضة Vbfs2
    sms :


    My SMS


    يا حيُّ يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين




    تاج العفة و النفوس المريضة Empty رد: تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف لبابة السبت مايو 17, 2008 8:08 pm

    أنواع العفة:
    للعفة أنواع كثيرة، منها:
    عفة الجوارح:


    المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله} [النور: 33].
    وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا ل
    لعفة، وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم والعبادة، حتى يغضَّ بصره ويحصن فرجه، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء (وقاية). [متفق عليه].
    عفة الجسد:


    المسلم يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته؛ فعلى المسلم أن يستر ما بين سرته إلى ركبتيه، وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب، لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله -تبارك وتعالى-: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: 31]، وقال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59].
    وحرَّم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال: {
    قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} [النـور: 30]. وقال تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن أبصارهن ويحفظن فروجهن}



    العفة عن أموال الغير:

    المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق. وقد دخل على الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- أحدُ وزرائه ليلا يعرض عليه أمور الدولة. ولما انتهى الوزير من ذلك، أخذ يسامر الخليفة ويتحدث معه في بعض الأمور الخاصة، فطلب منه عمر الانتظار، وقام فأطفأ المصباح، وأوقد مصباحًا غيره، فتعجب الوزير وقال: يا أمير المؤمنين، إن المصباح الذي أطفأتَه ليس به عيب، فلم فعلتَ ذلك؟ فقال عمر: المصباح الذي أطفأتُه يُوقَدُ بزيتٍ من مال المسلمين.. بحثنا أمور الدولة على ضوئه، فلما انتقلنا إلى أمورنا الخاصة أطفأتُه، وأوقدتُ مصباحًا يوقد بزيتٍ من مالي الخاص. وبهذا يضرب لنا عمر بن عبد العزيز المثل الأعلى في التعفف عن أموال الدولة مهما كانت صغيرة.
    كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم على شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينمِّيه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله -عز وجل-، يقول تعالى: {
    ومن كان غنيًا فليستعفف} [النساء: 6].
    وقد ضرب لنا الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- مثلا رائعًا في
    العفة عن أموال الغير حينما هاجر إلى المدينة المنورة، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع -رضي الله عنه-، قال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسَمِّها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجْها. فقال عبد الرحمن: بارك الله لك في أهلك ومالك. أين سوقكم؟ فدلُّوه على سوق بني قَيْنُقاع) [البخاري]. وذهب إلى السوق ليتاجر، ويكسب من عمل يديه.
    عفة المأكل والمشرب:


    المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه، ، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولي به، يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].
    وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبيَّن أن أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (
    ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) [البخاري].
    وقال الله صلى الله عليه وسلم: (
    من أمسى كالا (متعبًا) من عمل يديه أمسى مغفورًا له) [الطبراني]. وذلك لأن في الكسب الحلال عزة وشرفًا، وفي الحرام الذل والهوان والنار. ويقول صلى الله عليه وسلم: (إنه لا يربو (يزيد أو ينمو) لحم نبت من سُحْتٍ (مال حرام) إلا كانت النار أولى به) [الترمذي].
    عفة اللسان:


    المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله -تعالى- يصف المسلمين بقوله: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24]. ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10].
    ويأمرنا الله -سبحانه- أن نقول الخير دائمًا، فيقول تعالى:{
    وقولوا للناس حسنًا } [البقرة: 83]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يكون المؤمن لعَّانًا) [الترمذي]. ويقول: (ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء) [الترمذي].
    وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الصدق في الحديث، ونهانا عن الكذب، فقال: (
    إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكْتَبَ عند الله صديقًا. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا) [متفق عليه].
    وقال الله صلى الله عليه وسلم: (
    من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصْمُتْ) [متفق عليه]. والمسلم لا يتحدث فيما لا يُعنيه. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يُعنيه) [الترمذي وابن ماجه].
    التعفف عن سؤال الناس:


    المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى: {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا} [البقرة: 273].
    وقال الله صلى الله عليه وسلم: (
    اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى، ومن يستعففْ يُعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله) [متفق عليه].


    لبابة
    لبابة
    عضو متميز
    عضو متميز


    انثى عدد الرسائل : 122
    العمر : 35
    الأوسمة : تاج العفة و النفوس المريضة Vbfs2
    sms :


    My SMS


    يا حيُّ يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين




    تاج العفة و النفوس المريضة Empty رد: تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف لبابة السبت مايو 17, 2008 8:14 pm

    يشعر بعض من أسرتهم الشهوات أن الذين سلكوا طريق العفة يعيشون المعاناة مع النفس، والحرمان من اللذائذ، ويجهل هؤلاء أن للعفة ثمرات عاجلة وآجلة، ثمرات يجنيها المرء في الدنيا، وثمرات يجنيها في الآخرة، ومن هذه الثمرات:

    1- الفلاح وثناء الله تعالى:

    يفرح الناس بثناء البشر والمخلوقين ويعتزون بذلك، فالطالب يفرح بثاء معلمه عليه أمام زملائه، والطالبة تسعد بثناء معلمتها، وحين يكون الثناء والتزكية ممن له شهرة بين الناس تعلو قيمة الثناء، فكيف إذا كان الثناء من خالق البشر جميعا، وخالق السماوات والأرض بمن فيهن؟ قال تعالى { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ.إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {(المؤمنون:1-7).
    إنه ثناء لا يعدله ثناء، شهادة من الله تبارك وتعالى لهؤلاء بالإيمان، وإخبار عن فلاح هؤلاء الذين من صفاتهم حفظ الفرج والتجافي عن الفواحش، فهل يستبدل عاقل بذلك شهوة عاجلة ولذة فانية؟

    2- الجنة والنعيم المقيم:

    وعد الله تبارك وتعالى أهل العفة والحافظين فروجهم بالجنة والخلود فيها{أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ. الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (المؤمنون:10-11).
    ويخبر صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا ينطق عن الهوى- عن وعد صادق، فيقول: "من يضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة"( رواه البخاري (6474) و الترمذي (2408 ) .
    فحين تعف نفسك عن الحرام وتحفظ جوارحك ينطبق عليك وعد الله تبارك وتعالى، ووعد المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى باستحقاق الجنة وضمانها . فهل لديك مطلب أغلى من الجنة ؟
    اسأل العالم الذي يقضي وقته في العلم والتعليم، اسأل العابد الذي ينصب في عبادة ربه، اسأل المجاهد الذي يرخص نفسه في سبيل الله، اسأل الذي يضحي بنفسه لإحقاق الحق وإبطال الباطل، اسأل الداعية الذي يواصل سهر الليل بكدّ النهار ويقيمه همّ الدعوة ويقعده، اسأل هؤلاء جميعا لم يصنعون ذلك؟ سيجيبونك بإجابة واحدة( نريد الجنة ) إنها مطلب السائرين إلى الله عز وجل مهما تنوعت بهم السبل.
    فبادر أخي الكريم وبادري أختي الكريمة بضمان جوارحكم عن الحرام لتستحقوا هذا الوعد النبوي الصادق.

    3- الطمأنينة وراحة البال:

    يعاني من يسير وراء شهوته المحرمة عذاباً وجحيماً لا يطاق، أما من يعف نفسه فيعيش طمأنينة وراحة بال، إن الهم الذي يشغله ليس الهم الذي يشغل سائر الناس، والتفكير الذي يسيطر عليه ليس التفكير الذي يسيطر على سائر الناس، ولا عجب في ذلك، فالله تبارك وتعالى هو الذي خلق الإنسان وهو أعلم به، وخلقه لعبادته وطاعته، ومن ثم فلن يعيش الحياة السوية المستقرة مالم يستقم على طاعة الله تبارك وتعالى، فالسيارة التي صنعت لتسير في الطرق المعبدة يصعب أن تسير في غيرها، والقطار الذي صنع ليسير على القضبان حين ينحرف عن مساره لا يستطيع المسير. وهكذا الإنسان فهو إنما خلق لعبادة الله وطاعته، فإذا انحرف عن هذا الطريق اضطربت حياته، وعانى من المشكلات، ولذا فأهل الكفر والإلحاد أقل الناس استقرارا وطمأنينة، وكلما اقترب العبد من الإيمان والطاعة ازداد استقرارا وطمأنينة.

    4- لذة الانتصار على النفس:
    لئن كان اللاهون العابثون يجدون لذة ممارسة الحرام، فالشاب العفيف والفتاة العفيفة يجدان من لذة الانتصار على النفس أعظم مما يجده أصحاب الشهوات، إن الرجولة والإنسانية الحقة أن يقدر المرء أن يقول لنفسه لا حين يحتاج إلى ذلك، وأن تكون شهواته مقودة لا قائدة، أما الذي تحركه شهوته وتستعبده فهو أقرب ما يكون إلى الحيوان البهيم الذي لا يحول بينه وبين إتيان الشهوة سوى الرغبة فيها.
    لبابة
    لبابة
    عضو متميز
    عضو متميز


    انثى عدد الرسائل : 122
    العمر : 35
    الأوسمة : تاج العفة و النفوس المريضة Vbfs2
    sms :


    My SMS


    يا حيُّ يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين




    تاج العفة و النفوس المريضة Empty رد: تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف لبابة السبت مايو 17, 2008 8:28 pm

    و هناك ثمة معنى آخر يرتبط ارتباطا عميقا مع العفة ألا وهو

    الحياء !!



    الحياء خلق نبيل يحول بين من يتمتع به وبين فعل المحرمات وإتيان المنكرات ويصونه من الوقوع في الأوزار والأثام. والحياء بتعبير آخر هو الامتناع عن فعل كل ما يستقبحه العقل ولا يقبله الذوق السليم والكف عن كل ما لا يرضى به الخالق والمخلوق.
    وبهذا يكون الحياء بمثابة الرقيب على صاحبه فلا يمكنه من تجاوز الحدود التي يرسمها له الإسلام.
    ويعد الحياء دليلاً صادقاً على مقدار ما يتمتع به المرء من أدب وإيمان، وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحياء من الإيمان )). وجاء في حديث آخر: ((إذا لم تستح فاصنع ما شئت)).
    ويجب على المؤمن أن يتصف بالحياء تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي ضرب بأقواله وأفعاله المثل الأعلى في الحياء، والدليل على ذلك قول الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذ ا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه )). وقد حثت الشريعة الإسلامية المسلمين على التحلي بفضيلة الحياء، وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذا الخلق الشريف السامي هو أبرز ما يتميز به الإسلام من فضائل، فقال صلى الله عليه وسلم ((إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء)).
    وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والتعطر والنكاح )).
    وخلق الحياء صفة حميدة يحبها الله سبحانه وتعالى في خلقه ومن أحبه الله أحبه الناس، وروي ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال لرجل حضر مجلسه: ((إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والحياء)) ويمكن تقسيم الحياء في الإنسان إلى ثلاثة أقسام هي:
    1. الحياء من الله تعالى.
    2. الحياء من الناس.
    3. الحياء من النفس.

    ويكون حياء الإنسان من الله سبحانه وتعالى،وهو أعلى درجات الحياء بامتثال أوامره وترك نواهيه،وعدم التقصير في طاعته.وهنا يكون الحياء دليلاً على صحة الدين وقوة الإيمان.
    وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه:((استحيوا من الله عز وجل حق الحياء))فقالوا:يا رسول الله إنا لنستحيي من الله والحمد لله.قال:((ليس كذلك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى،وتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا،فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق
    الحياء)).
    والمراد من هذا الحديث هو أن يحفظ الإنسان سمعه وبصره ولسانه فلا يستعملها إلا في طاعة الله. وأن يكون مأكله ومشربه من الرزق الحلال.
    أما حياء الإنسان من الناس فيكون بالكف عن أذاهم، ورعاية حقوقهم الأمر الذي يؤدي إلى أن يثق به الناس ويحبونه.
    ويكون حياء الإنسان من نفسه بأن يجعل حياءه حكماً عليه في كل ما يقوم به من أعمال سراً أو علانية، فإذا أراد القيام بعمل ما فإن كان ذلك العمل موافقاً لطاعة الله ورضاه فعله وإذا كان مخالفاً لذلك تجنبه وتحاشاه.
    وإذا كمل حياء الإنسان من وجوهه الثلاثة وهي: حياؤه من الله، وحياؤه من الناس، وحياؤه من نفسه فقد اكتملت فيه أسباب الخير وانتفت عنه أسباب الشر.
    ويعد الحياء زينة للإنسان وصفة حميدة له، فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما كان الفحش في شيء قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه ))، وإذا فقد الإنسان فضيلة الحياء فإنه يصبح قليل المروءة، ضعيف الإيمان، لا يخجل من فعل الشر ولا يؤتمن على عرض أو مال أو سر، وهذا يؤدي إلى جعله مكروهاً عند الله وعند الناس.




    و تبقى هذه المعاني معانٍ محسوسة

    لا توفي الكلمات بوصفها و الإحاطة بمعناها

    فتتجلى عند هؤلاء الذين مَلكوها و مارسوها و كانت صفتهم الملازمة و خلقهم الدائم

    و يُقدرها مَنْ فقدوها فقد علموا كَم خسروا و بنسيانها كم كُسروا . . .

    منقول
    لبابة
    لبابة
    عضو متميز
    عضو متميز


    انثى عدد الرسائل : 122
    العمر : 35
    الأوسمة : تاج العفة و النفوس المريضة Vbfs2
    sms :


    My SMS


    يا حيُّ يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين




    تاج العفة و النفوس المريضة Empty رد: تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف لبابة السبت مايو 17, 2008 8:31 pm

    هذب فؤادك بالحياء فالله قد مدح الحياء

    وهو الحيي إذا رأى عبداً تضرع بالدعـــاء



    خُلُق الملائكة الكرام وسـمت كل الأنــبياء

    و حياء أحمد كان كالعذراء في خدر النقاء



    هو خير ما حمل الرجال هو خير ما اكتست النساء

    هو حافـز الأجيــــال للخيرات في درب النـــجاة



    هو عصمة الوجدان عن لجج الرذائل و الشقاء

    كالنــــور يشرق في الدنا كالماء يحي كالهــواء



    كالروح تنبض في الجسوم فلا حياة بلا حياء

    و المرء إن لم يستـحي ستراه يفـعل ما يشـاء



    هــذب فـــؤادك بالحـياء فالله قـد مدح الحيـاء
    إعتزاز
    إعتزاز
    مشرفة
    مشرفة


    انثى عدد الرسائل : 236
    العمر : 43
    sms :


    My SMS
    " احفظ الله يحفظك،احفظ الله تجده أمامك ،تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك
    في الشدة ،إذا سألت فأسل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله "..

    "السعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله ،والدارالآخر"


    تاج العفة و النفوس المريضة Empty رد: تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف إعتزاز السبت مايو 17, 2008 8:46 pm

    تاج العفة و النفوس المريضة 941152904تاج العفة و النفوس المريضة 628097963
    تاج العفة و النفوس المريضة 4
    الهيثم
    الهيثم
    الإدارة
    الإدارة


    ذكر عدد الرسائل : 238
    العمر : 41
    الموقع : https://d3wa.yoo7.com
    sms :


    My SMS
    قال ابو مسلم الخولاني رحمه الله لأن أرى في المسجد نار لا استطيع اطفائها أحب الي من أن ارى بدعة لا أستطيع تغييرها


    تاج العفة و النفوس المريضة Empty رد: تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف الهيثم السبت مايو 17, 2008 11:13 pm

    تاج العفة و النفوس المريضة 15678518




    أختي لبابة...

    إذا لم تخش عاقبة الليالـي*** ولم تستحي فاصنع ما تشاء

    فلا واللّه ما في العيش خيرٌ*** ولا الدنيا إذا ذهب الحـياء

    يعيش المرء ما استحيا بخير*** ويبقى العود ما بقى اللحاء



    تعقيبي على موضوعك الجميل:

    كما تعلمين أيها الفاضلة أننا نحرص كل الحرص على انتقاء الأحاديث الصحيحة ومنهجنا في ذلك واضح فلا نأخذ بالضعيف وإن كان في فضائل الأعمال ويكفينا شرفا في ذلك أن هذا هو منهج الإمام البخاري ومسلم رحمهم الله تعالى.

    فالحديث الذي يقول: عُرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة : شهيد وعفيف متعفف وعبد أحسن عبادة الله ونصح لموالية " [ رواه الترمذي ].ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله.

    أما الحديث الآخر الذي يقول: من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ، ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة " [رواه بن ماجة ]. لا أدري فقد بحثت عنه في سنن ابن ماجة فلم أجده هل لك أن تتأكدي من ذلك؟



    لبابة
    لبابة
    عضو متميز
    عضو متميز


    انثى عدد الرسائل : 122
    العمر : 35
    الأوسمة : تاج العفة و النفوس المريضة Vbfs2
    sms :


    My SMS


    يا حيُّ يا قيّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين




    تاج العفة و النفوس المريضة Empty رد: تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف لبابة الثلاثاء مايو 20, 2008 6:40 pm

    أختي اعتزاز و أنت جزاك الله خيراً على مرورك الطيب

    الأخ الفاضل هيثم
    أعتذر بشدة عن تقصيري في التحقق من صحة بعض الاحاديث فقد تحققت من بعض الاحاديث و البعض الاخر تركته " ثقة في الموقع " (!!)
    شكرا لتنبيهكم وبارك الله فيكم
    فالحديث الأول ضعيف
    و الحديث الثاني كما ورد في موقع الدرر السنية
    :
    من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة
    الراوي: أبو أمامة - خلاصة الدرجة: [ روي] بإسنادين أحدهما حسن - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 3/106
    <HR color=#e1ebff noShade SIZE=0>
    - من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ، من أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة
    الراوي: - - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 2/65
    <HR color=#e1ebff noShade SIZE=0>
    - من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي صدقة ، ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي صدقة
    الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: حسن لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1957
    تم التأكد من باقي الاحاديث
    الهيثم
    الهيثم
    الإدارة
    الإدارة


    ذكر عدد الرسائل : 238
    العمر : 41
    الموقع : https://d3wa.yoo7.com
    sms :


    My SMS
    قال ابو مسلم الخولاني رحمه الله لأن أرى في المسجد نار لا استطيع اطفائها أحب الي من أن ارى بدعة لا أستطيع تغييرها


    تاج العفة و النفوس المريضة Empty رد: تاج العفة و النفوس المريضة

    مُساهمة من طرف الهيثم الثلاثاء مايو 20, 2008 7:48 pm

    تاج العفة و النفوس المريضة 4

    وبارك الله فيكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 4:47 pm